الأخبار

news

الأمير طلال: 8 مقومات للتنمية المتكاملة .. و” نموذج ماليزيا ” يعالج الصراعات المجتمعية

بعث الأمير طلال بن عبد العزيز، رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية ( أجفند) ، برسائل قوية إلى المجتمعات النامية، خصوصاً تلك التي تعاني الصراع والتمزق ، لتتجاوز واقعها ، ونصحها بالاستفادة من التجربة الماليزية في التنمية، التي وصفها بـ ” الملهمة لمجتمعات عربية وإسلامية أنتج تنوعها صراعاً مريراً، بدلاً من أن يحقق انسجاماً منيعاً”.

وفي رسائل رئيس (أجفند ) إلى العالم النامي، التي ضمنها كلمته لاحتفالية تسليم جائزة برنامج الخليج العربي الدولية ، بالعاصمة الماليزية امتدح الأمير طلال التجربة الماليزية، بقوله: “ماليزيا ، بشهادة العالم، وبشواهد الحراك الاقتصادي والسياسي والاجتماعي فيها، تقدم نموذجا مميزاً في التفوق والنجاح، وصفه بـ ” الناهض” الذي يدرس ويبحث في الجامعات والمعاهد والمراكز العلمية حول العالم، وقال : هذا البلد” أوجد بجدارة( بصمة ماليزيا )في التنمية، والديمقراطية، والتسامح”.

وقد خصص (أجفند ) موضوع جائزته للعام القادم 2011 لمعالجة قضية (تمكين الشباب من خلال المبادرات وتوسيع الفرص الوظيفية ) ، ودعا مراكز البحوث ، والجامعات، والمنظمات، واتحادات الجمعيات الأهلية لترشيح المشروعات الرائدة في هذا المجال لترشيح المشروعات للفروع الأربعة للجائزة. وفي الكلمة التي ألقاها بالنيابة الأمير تركي بن طلال، في الاحتفالية الحادية عشرة للجائزة، التي أقيمت بمركز كولالمبور للمؤتمرات ، الأربعاء، أكد رئيس ( أجفند) أن ” أبرز عنوان للتجربة الماليزية هو التعليم العصري، الذي يلبي الاحتياجات ويتجاوب مع سوق العمل، وكذلك إفساح المجال للمرأة لتسهم بأدوارها في تقدم مجتمعها”.

وقال الأمير طلال : “ماليزيا جعلت من التنوع مصدر قوة وعزة، … وهذا النموذج يرفد المجتمعات النامية بالمثال في إجادة التنمية وتجويدها”.

من جانبه أعرب رئيس الوزراء الماليزي نجيب تون عبد الرزاق ، عن شكره لأجفند لاختياره ماليزيا لإقامة حفل جائزته، وأشاد بأدوار الأمير طلال في التنمية ، مشيراً إلى جدوى الجائزة وإسهامة في نقل التجارب. ولافتاً إلى نهضة ماليزيا أوضح أن بلاده استطاعت خلال خمسين عاماً تقليص نسبة الفقر من 50% إلى 3. % ، وقال الرئيس نجيب إن التنمية الحقيقية شراكة ، وتمنى أن تحقق الدول النامية الأخرى ما أنجزته ماليزيا .

أما الخبير الاقتصادي العالمي ، البروفيسور محمد يونس، صاحب نظرية القروض الصغيرة لمكافحة، عضو لجنة جائزة أجفند ، فقال إن العالم يحتاج إلى تعزيز مفهوم الإيثار، ومكافحة الأنانية، وأكد تميز جائزة أجفند مستفيد من الفكر التنموي للأمير طلال.

وحفلت كلمة الأمير طلال بأفكار ورؤى لتحقيق التنمية المتوازنة، حيث أكد أن ” التنمية والاستقرار صنوان .. كلاهما يعزز الآخر ، وتأتي الديمقراطية لتكون صمام الأمان، ولتنشر العدالة، وتوفر ضمانات الحكم الراشد.. ” وقال سموه: إن الإنسان الذي كرَّمه الله ليس هو ذلك الذي يمكن اختزال حاجاته في توفير المآكل والمشرب والملبس” ، ودعا إلى ” التنمية المتكاملة ” التي تواجه الديكتاتوري والسلطة المطلقة، وتكافح الفساد، مقرونة بترسيخ ثقافة الحوار، وقبول الآخر، واحترام التعدد والتنوع، إلى جانب حفز روح العمل والإنتاج، ومحاربة التواكل، والاعتماد على الغير.

وأعلنت لجنة جائزة (أجفند) المشروعات الفائزة عام 2010 ، المتنافسة حول موضوع “تنمية الريف من خلال توظيف تقنيات الاتصال”. وقد فازت أربعة مشروعات من بين (28) مشروعاً تم ترشيحها في فروعها الأربعة ، من (25) دولة في ثلاث قارات.

فاز بجائزة الفرع الأول ( 200 ألف دولار) مشروع ” البرنامج المتكامل لتطوير واحة سيوة باستخدام تقنية المعلومات والاتصالات ” ، وهذا الفرع مخصص لمشروعات المنظمات الدولية والإقليمية في مجال دعم سياسات الدول النامية وبرامجها لتنمية المجتمعات النائية والريفية من خلال تقنية المعلومات والاتصال”. وقد نفذه صندوق الائتمان المصري لتقنية المعلومات والاتصالات، في مصر .

وفاز مشروع ” خطة حماية الطفل – فلسطين ” بجائزة الفرع الثاني ( 150 ألف دولار)، المخصصة للمشروعات التي نفذتها الجمعيات الأهليـة في مجال “دعم وتعزيز استخدام تقنية المعلومات والاتصالات لتنمية المجتمعات الريفية والنائية” ، وقد نفذته جمعية سوا – جميع النساء معاً اليوم وغداً في فلسطين .

وأما الفرع الثالث ، الذي يعنى بالمشروعات التي نفذتها أجهزة حكومية مجال ” توطين حلول مبتكرة لتنمية المجتمعات النائية والريفية من خلال تقنية المعلومات والاتصال “فقد فاز بالجائزة ( 100 ألف دولار)، مشروع ” الأكاديمية المفتوحة للزراعة في الفلبين “، الذي نفذه المعهد الفلبيني لابحاث الأرز في الفلبين .

وفي الفرع الرابع المخصص للمشروعات المنفذة بمبادرات من أفراد ( 50 ألف دولار)، في مجال ( تسهيل استخدام تقنية المعلومات والاتصال لتنمية المجتمعات النائية والريفية ) ، فقد فاز مشروع التدريب عن بعد لمحاربة مرض الملاريا في بوركينا فاسو بمبادرة وجهد من السيد أويدراوغوجوليس .

وعقب إعلان الفائزين صرح الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز في مؤتمر صحفي مشترك مع عضوي لجنة الجائزة : البروفيسور محمد يونس ، والدكتور أحمد محمد علي ، والمدير التنفيذي لأجفند، ناصر القحطاني، أن السعودية من أول وأكبر الداعمين لأجفند منذ انطلاقته كما أن قادة دول مجلس التعاون يدعمون البرنامج ، وقال سموه إن جائزة (أجفند) بعد مرور أحد عشر عاما على إطلاقها حققت الكثير من أهدافها. وحول مغزى اختيار ماليزيا لإقامة حفل الجائزة أوضح الأمير تركي أن ذلك جاء بناء على معايير تطبقها لجنة الجائزة، وقد تم ماليزيا نظراً للنمو الذي حققته ، وباعتبارها دولة ناهضة لها رؤية واضحة وأسس استطاعت تحقيقها على أرض الواقع.

كما أوضح سموه أن الجائزة عالمية وليست إقليمية ، والدول العربية ستنال نصيبها من الجائزة متى ما توفرت فيها الشروط ، مؤكداً أن هدف (أجفند) هو السعي لإبراز النماذج الرائدة من المشروعات التنموية.

إلى ذلك تم تسليم جائزة 2009 لمسؤولي المشروعات الفائزة المتنافسة حول موضوع ” التنمية الزراعية بأساليب مبتكرة ” وتم تكريمهم بالميداليات والشهادات والمبالغ المالية المخصصة لكل فرع، وقد كان أعلن فوز هذه المشروعات في احتفالية الجائزة بمدينة اسطنبول في تركيا العام الماضي: مشروع ” تحقيق الازدهار من خلال الري وتسويق إنتاج المزارع الصغيرة ” الفائز بجائزة الفرع الأول ، الذي نفذته مؤسسة التنمية الدولية في مجموعة دول، هي : بنجلاديش والهند ونيبال وميانمار وفيتنام وإثيوبيا وزامبيا ، وزمبابوي ، ونيكاراغوا. وسلمت جائزة الفرع الثاني لمسؤول مشروع ” إنشاء حاضنات زراعية”، وقد نفته مجموعة من رجال الأعمال وأرباب العمل في البوسنة والهرسك.

وفي الفرع الثالث الذي يعنى بـ ” دور الحكومات في اعتماد حلول تقنية جديدة لتحسين الانتاج الزراعي” ، سلمت الجائزة لمسؤول مشروع ” العمالة الريفية”، الذي نفذته في الجزائر الإدارة العامة للغابات.

وأما في الفرع الرابع، فقد حجبت حائزته عام 2009 ، لعدم ارتقاء المشرعات المرشحة لمعايير الجائزة ، وكانت المنافسة حول المشروعات التي نفذها أفراد في مجال ” المبادرات الفردية لاستخدام تقنيات جديدة لزيادة المنتجات الزراعية لصغار المزارعين.

تاريخ النشر:  2010 02 Dec
القسم:   عام