الأخبار

news

ندوة أجفند والمبادرة الوطنية للتنمية في المغرب تؤكد أهمية الشمول المالي لإحداث نقلة في حياة الفقراء

البروفيسور محمد يونس  : الأمير طلال  أكد ” رؤيته  المتبصرة” بتأسيس بنوك الفقراء

ناصر القحطاني: بنوك أجفند  حققت أهدافها بتميز ، وتقدم نماذج النجاح في تحقيق الشمول المالي

لاري ريد : الإدماج خطوة أساسية للقضاء على الفقر وإصلاح النظام المالي مطلوب قبل ذلك

الضريس : الشراكة بين المبادرة الوطنية  وأجفند  تعكس عمق الروابط  بين المغرب و دول الخليج

مناقشات بناءة ومداخلات حول ظاهرة معايير التنمية الفعالة

الفائزون بجائزة أجفند يقدمون تجاربهم في معالجة ظاهرة أطفال الشوارع

نظم برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)  و المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ( في المملكة المغربية) ندوة بعنوان  : الإدماج المالي و التنمية البشرية : تمكين المهمشين اجتماعيا و اقتصاديا ،  عقدت يوم الاثنين 12 يناير 2015 بقصر المؤتمرات بالصخيرات.

وأكدت الندوة  في توصياتها الأهمية القصوى لمأسسة عمليات تمويل المشاريع ، ووضع الموارد المالية رهن إشارة الشباب و أطفال الذين يعيشون في وضعية صعبة. وأكدت الندوة أهمية تشجيع الادخار ، وتحقيق الشمول المالي للفقراء، حتى تتمكن الشرائح المهمشة من الإنجاز الأمثل لمشاريعها باعتبار ذلك أفضل  السبل لتحقيق التحول العميق في المسار المعيشي لمختلف الفئات الضعيفة.

وشهدت الندوة نقاشاً بناء ومداخلات تمحورت حول ضرورة تقييم مختلف التجارب المنجزة في العديد من الدول وإبراز نتائجها  وتقييمها بهدف الاستفادة منها. وناشدت الندوة الجهات المعنية بالتنمية البشرية للاسترشاد  الأخذ  بهذه التوصيات عند وضع خطط التنمية.

إلى ذلك حضر الجلسة الافتتاحية للندوة السيد الشرقي الضريس الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية ، والسيد اليزمى الإدريسي الوزير المنتدب لذى وزير الاقتصاد و المالية المكلف بالميزانية، و السيدة مباركة بوعيدة الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، والسيدة فاطمة مروان الوزيرة المنتدبة المكلفة بالصناعة التقليدية و الاقتصاد الاجتماعي.

كما حضر الندوة عقيلة ملك إسبانيا  السابق خوان كارلوس ، الملكة صوفيا، عضو لجنة جائزة أجفند لمشاريع التنمية البشرية الريادية،  والسيد ناصر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند ” و السيد لاري ريد مدير حملة الإقراض ، والبروفيسور محمد يونس الشريك الاستراتيجي لأجفند ، الحائز جائزة نوبل للسلام- مؤسس بنك جرامين في بنجلاديش، والسيدة نذيرة الكرماعي العاملة المنسقة الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، و سفراء بعض الدول العربية  و خبراء مغاربة و عرب و أجانب  في مجال التنمية البشرية.

في الجلسة الافتتاحية  ألقى الشرقي الضريس كلمة نوه فيها بالشراكة القائمة بين المبادرة الوطنية  للتنمية البشرية  وبرنامج الخليج العربي للتنمية و شكر أجفند لاختياره المغرب لعقد هذه الندوة، مشيراً إلى أن ذلك  يعكس عمق الروابط  بين المغرب و دول الخليج العربية؛ مذكرا بالنتائج الإيجابية التي حققتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خلال تمكين عدد مهم من الفئات المهمشة في المناطق الفقيرة ، وتحسين ظروف معيشتهم عبر إنشاء و تمويل مشاريع صغيرة تدر على المستفيدين منها مداخيل ، كما أشار إلى العناية المولوية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية باعتبارها قاطرة رئيسية لكل تنمية, وقال إن المبادرة أصبحت مثالا يحتذى على الصعيد العالمي  في مجال محاربة الهشاشة و الفقر.

من جانبه أعرب المدير التنفيذي لأجفند، ناصر القحطاني  للمملكة المغربية ملكاً وحكومة وشعباً،  منوهاً  بالرعاية السامية من جلالة الملك محمد السادس لفعاليات منتدى أجفند التنموي،  و عبر عن ترحيبه و ارتياحه للشراكة بين أجفند و  المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مشيدا بالروابط التي تجمع (أجفند) مع المغرب

و في سياق حديثه أشار السيد القحطاني إلى الدور الذي تضطلع به (أجفند) برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز في مجال التنمية البشرية و محاربة الفقر في عدد من البلدان العربية و الإفريقية و الحلول التي تتقدم بها أجفند لتحسين أوضاع الفقراء ، لافتا إلى نموذج  أجفند في التنمية تستهدف في المقام الأول الطفولة المبكرة والمرأة والفقراء بشكل عام. وعبر عن فخر (أجفند) بإطلاق تسعة بنوك في كل من الأردن ، اليمن ، البحرين ، لبنان ، سوريا ، فلسطين ، موريتانيا ، السودان و سيراليون و أعرب عن أمله في توسيع نشاط هذه المؤسسة  حتى يشمل جميع الدول العربية و في مقدمتها المغرب. وأشار القحطاني إلى أن بنوك أجفند التي تتخذ مسمى ” الإبداع”،  تقدم منتجات تلبي الاحتياجات المجتمعية،  وهذه البنوك حققت أهدافها بتميز ، وتقدم نماذج النجاح في تحقيق الشمول المالي للفقراء.

من جهته أشار السيد لاري ريد مدير حملة الإقراض إلى رغبته في تدعيم تع التعاون مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالمغرب و أكد أن مساعدة الأشخاص في وضعية هشة كالنساء و المهمشين و الأطفال من شأنه أن يؤدي تدريجيا إلى القضاء على الفقر. و ألح على ضرورة ولوج هذه الفئة من المجتمع عالم  القروض الصغيرة  بغية تمويل مشاريع مدرة  للدخل ، موضحا أن هدف بنوك الفقراء هو اجتثاث الفقر من العالم و اعتماد الإدماج المالي الذي يمثل خطوة أساسية للقضاء على الفقر. و دعا إلى إقامة نظام مالي يكون متاحا للجميع و يستفيد منه الكل و حث البنوك على مسايرة  هذا التوجه  و الاستثمار  في الميدان الزراعي لتمكين صغار الفلاحين من الاستفادة من التمويلات الصغيرة ، وقال إن تشجيع الشباب لإطلاق مشاريع خاصة بهم من شأنها خلق مناصب للشغل.

 واستعرض البروفسور محمد يونس تجربته  مع الإقراض الصغير منذ البدايات الأولى ، وشرح كيف بدأ تأسيس بنك جرامين في بنجلاديش سنة 1997 ، وكيف تم تطوير المفهوم إلى الأعمال الاجتماعية التي تقيم شراكات وشركات ومؤسسات لحل مشاكل اجتماعية واقتصادية للفقراء، وهنأ   يونس الأمير طلال بن عبد العزيز على ” رؤيته المتبصرة التي قدمت المستقبل من منظور فوائد القروض الصغير في الحد من الفقر”، وقال إن سموه أكد عمق رؤيته عندما تبنى مبكراً إنشاء بنوك الفقراء. وقال إن أجفند يقود أعمالاً جليلة في التنمية الحقيقية.

وعن تجربته في بنجلاديش قال يونس : كانت البلاد تعيش أوضاعا صعبة جعلت الناس يعيشون المجاعة موضحا أن بنك جرامين  ذهب إلى الناس في القرى و قدم قروضا صغيرة للفقراء مكنتهم من الحصول  على تمويل بدون أرباح تثقل كاهلهم. و أشار إلى أن 97 في المئة من المستفيدين من هذه القروض نساء فقيرات و أن الشرط الوحيد للحصول على هذه القروض  هو فتح حساب في بنك (كرامين) مذكرا أنه مع ازدياد عدد المدخرين تزداد الودائع في البنك مما يشجع على تمويل مشاريع صغيرة متعددة و متنوعة .

وقال البروفيسور يونس أن القروض الصغيرة تجربة رائعة، مشيرا إلى أن في العالم الكثير من البنوك الكبيرة والمتوسطة والصغيرة و رغم ذلك فإن أكثر من 50 في المئة من سكان العالم لا يعرفون طريق البنوك. و شدد على  أهمية الزيادة في وثيرة الإيثار  و العمل الاجتماعي المالي للحد من الفجوة بين الأغنياء والفقراء .

بعد ذلك قدمت السيدة نذيرة الكرمعي ، العامل المنسقة الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، عرضا معززا بالأرقام حول نتائج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ انطلاقها ،، وقالت إنها  كانت في مجملها إيجابية بفضل  الله ثم بالعناية المولوية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس  للمبادرة و كذلك المساهمة الفعالة لجميع القطاعات الحكومية و الجمعيات المنبثقة عن المجتمع المدني التي مكنت من القضاء على نسبة كبيرة  من الفقر في المناطق التي استهدفته المبادرة.

بعد ذلك قدم  مسؤولو بنوك ( أجفند) في كل من الأردن, البحرين , لبنان , السودان و الأدوار التي تضطلع بها لتقديم القروض للفقراء من أجل تمويل مشاريع تدر دخلا للمستفيدين منها و تخلق فرص العمل للشباب و النساء. وعرض الخبراء بالأرقام  مجموع القروض المقدمة من بنوك (أجفند) في كل دولة على حدة وعدد المدخرين و قيمة القروض المقدمة و الرؤى المستقبلية لتطوير عمل البنوك . وقد بلغ عدد  المستفيدين من بنوك أجفند أكثر من مليونين ، وفاق مبلغ القروض 300 مليون دولار.

و قد توالى على تقديم هذه العروض  السيدة ريم بدران رئيس مجلس إدارة البنك الوطني لتمويل المشاريع الصغير في الأردن وتناولت الخدمات و المنتجات التي تستفيد  منها الفئات الضعيفة, أما مداخلة محمد اللاعي المدير التنفيذي لبنك الأمل باليمن فقدم ملخصا حول تجربة البنك في مجال خدمات الادخار من جانبه أجمل الدكتور خالد غزاوي المدير التنفيذي لبنك الإبداع في البحرين تجربة مؤسسته في منتجات الشباب, وجاءت مداخلة السيد بشار قوتلي المدير العام لشركة الإبداع في لبنان شاملة لتجربة البنك في استخدام التقنيات الحديثة لتيسير  عمليات  الحصول على القروض الصغرى  ومن جانبه تحدث السيد عادل بلة  المدير العام لبنك الإبداع في السودان عن تجربة المنتجات الإسلامية في بلاده, أما الدكتور بدر الدين إبراهيم عضو مجلس إدارة بنك الإبداع في السودان فاستعرض من جانبه دور التشريعات في الإدماج المالي للفقراء 

وخصصت الجلسة الثانية في الندوة لعرض تجارب  الجمعيات المغربية في مجال التنمية البشرية .

وقد ركز  الدكتور سليمان الحجام المنسق الوطني، المساعد للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، على إشكالية الاندماج ، اوقال بدونه لا يمكن تحقيق أي تنمية واستشهد في هذا السياق بمضمون الرسالة الملكية السامية التي أكدت على ضرورة تمكين الفئات المحرومة من وسائل العيش الكريم  بشكل يجعلها تشعر بالمواطنة الكاملة. ,اشار إلى  أن المغرب اجتاز بفضل المبادرة الوطنية منعطفا حاسما في تاريخه التنموي خاصة أن المبادرة جاءت تتويجا للإصلاحات الكبرى التي دشنها المغرب, ذ

و أكد الحجام أن أهداف المبادرة الوطنية شاملة وتضمن في مراميها الإنصاف و الكرامة و الحرية و المساواة في الفرص  بين كل فئات المجتمع،    وقدم معلومات معززة بالأرقام و البيانات حول النتائج الجيدة التي حققتها المبادرة.

ومن جانبه استعرض السيد نجيب عمور، رئيس الجمعية المغربية لمساندة الأشخاص ذوي “التثلت  الصبغي” ، مسار  الجمعية منذ إنشائها سنة 1985 و الأدوار التي قامت بها لإنقاذ هذه الفئة المهمشة من المجتمع.  و أكد أن عمل الجمعية  يرتكز على دمج  أطفال ه>ه الفئة  في التعليم و  والتدريب و العمل على توفير فرص العمل   الملائمة لطاقاتهم و إمكانياتهم. و استشهد بمجموعة  من المشاريع التي استفادوا منها من خلال مراكز التكوين المهني في مجال البستنة و الطبخ.

وتحدثت السيدة ثورية بوعبيد ، رئيسة الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة، وأبرزت جهود الجمعية   منذ تأسيسها  في 1996 وأكدت أن التجربة التي راكمتها الجمعية في مجال إنقاذ الطفولة تعد رائدة في العالم العربي.  تحدثت عن خطة الجمعية التي ترتكز على إعادة ربط جسور الانتماء العائلي  للعديد من الأطفال المهمشين, و قدمت إحصائيات حول المؤسسات التعليمية التي أصبحت  توفرت وفي طليعتها  مدرسة للسيرك و أخرى للمسرح و ثالثة خاصة بالمهن المرتبطة بتربية الخيل.

من جانبه ذكر السيد جواد شعيب  رئيس جمعية (بيتي) التي تأسست سنة 1995 و تعد أول جمعية  انصب اهتمامها على أطفال الشوارع و أكد أن الجمعية راكمت تجريبه عميقة و غنية في مجال إنقاذ هذه الفئة.   وأوضح أن كفالة  الطفل  الواحد يكلف الجمعية 300 درهم شهريا ، داعياً إلى ضرورة اعتماد المغرب لاستراتيجية وطنية تستدعي مشاركة جميع الفاعلين المهتمين بالطفولة.

وقدم السيد ناصر القحطاني المدير التنفيذي لأجفند  مداخلة  تحدث فيها عن  تجارب  أجفند  في خلق قيادات عمن  الشرائح الفقيرة  ، وأشاد بنموذج  امرأة فقيرة من اليمن وكيف أنها  أصبحت أول امرأة مديرة لبنك في بلادها.

واستعرضت  السيدة الفيرا قانتر  من  الوكالة الألمانية للتعاون الدولي  تجربة الوكالة  في منح القروض الصغيرة لفئة النساء الفقيرات، مشيرة إلى الشراكة الناجحة مع أجفند في أكثر من مشروع يستهدف الفقراء.

وخلال الندوة تم قدمت عروض حول الإدماج الاجتماعي لأطفال الشوارع ، وتحدث مسؤولو المشاريع الفائزة بجائزة (أجفند) الدولية لسنة 2013  عن تجاربهم  .. وهي مشاريع :  جمعية شبكة إنقاذ الطفل في كامبوديا و مؤسسة منظمة جنة الأطفال  في جنوب إفريقيا و مبادرة ريكنوا  في تأهيل أطفال الشوارع في غانا.

تاريخ النشر:  2015 22 Jan
القسم:   عام