الأخبار
المدير التنفيذي لأجفند ولاري ريد يتحدثان عن ترتيبات قمة الإقراض الأصغر الثامنة عشرة بعنوان ” آفاق الإبداع في الشمول المالي”
القحطاني : المناخ العام في المنطقة مهيأ لنجاح الشمول المالي فقط نحتاج التشريعات المشجعة ومرونة البنوك المركزية
تقام الدورة ال18 لحملة قمة الإقراض الأصغر في أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة في الفترة من 14 إلى 17 مارس/آذار 2016 تحت عنوان “آفاق الإبداع في الشمول المالي” وتحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لأبو ظبي وبالتعاون مع كل من برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) وصندوق خليفة لتطوير المشاريع.
وقامت محررة الموقع العربي لبوابة التمويل الأصغر بمحاورة كل من لاري ريد، مدير حملة قمة الإقراض الأصغر العالمية، وناصر القحطاني، المدير التنفيذي لأجفند.
عقدت القمة الأولى للإقراض الأصغر في عام 1997، ودعت إلى حملة على مدار تسع سنوات من أجل الوصول إلى 100 مليون من أفقر الأسر في العالم. وفي عام 2005، تم إعادة إطلاق الحملة حتى عام 2015. نحن الآن في عام 2016 وحملة قمة الإقراض الأصغر مستمرة، كيف يبدو المستقبل بالنسبة لكم؟
في القمة العالمية في هاليفاكس في عام 2006، قام مجتمع التمويل الأصغربتحديد هدفين جديدين للحملة: أولا، الوصول إلى 175 مليون من أفقر الأسر في العالم عن طريق التمويل الأصغر؛ وثانيا، العمل على تخريج 100 مليون من أفقر الأسر في العالم من دائرة الفقر المدقع. ولكن أحدث بيانات الشمول المالي التي صدرت في 2014 عن البنك الدولي تظهر انه لا يزال أمامنا الكثير من العمل من أجل تحقيق تلك الأهداف. كما أن جزء كبير من نمو التمويل الأصغر في السنوات الأخيرة كان مع الأسر التي لا تعيش في فقر مدقع. فقد تم تركيز اهتمام أعضاء الحملة على أنواع التمويل التي تصل إلى أشد الأسر فقرا من أجل مساعدتهم على الحد من مواطن الضعف والاستفادة من الفرص المتاحة. منذ عام 2013، تم إطلاق 84 التزاما من قبل منظمات تصل إلى أكثر من 150 مليون شخص في جميع أنحاء العالم. وفي قمة هذا العام، سنقوم بدعوة المشاركين إلى التعبير عن الطرق المختلفة التي يمكن أن يشاركون بها في الوصول إلى أفقر الفقراء في بلدانهم والوصول إلى أهداف الحملة الرئيسية من خلال الكتابة على “حائط الالتزامات” والمشاركة في “حلقات دردشة” بين الجلسات. كما سيقوم ريتشارد ليفتلي من مؤسسة MicroEnsure باختتام أعمال القمة من خلال عرض خبراتهم في تحقيق التزامهم بالوصول إلى 10 مليون شخص مع التأمين الصحي، ثم كيف تم تجاوز هذا الهدف بقرابة الضعف. ونأمل أن مثل هذه الخبرات ستلهم المشاركين في القمة للانضمام إلى هذا التحالف العالمي وتقديم مساهمة حقيقية من أجل القضاء على الفقر.
لقد تم مؤخرا نشر تقرير حالة حملة قمة الإقراض الأصغر لعام 2015 وتحديد ستة مسارات لانتشال الأفراد من الفقر المدقع. ما هي تلك المسارات ولماذا تم اختيارها؟ وكيف تخطط الحملة لبناء الالتزامات حول تلك المسارات في ظل النمو السريع الذي يشهده مجال الشمول المالي على مستوى العالم؟
يعرض التقرير ستة مسارات رئيسية للخدمات المالية التي يمكن من خلالها دعم الأسر في رحلتهم للخروج من براثن الفقر المدقع وهي: 1) التكامل بين الخدمات الصحية والمالية، و2) مجموعات الادخار، و3) برامج التخرج، و4) سلاسل القيمة الزراعية، و5) التحويلات النقدية المشروطة، و6) التمويل الرقمي.
ولقد أثبت كل مسار فيهم انه ليس فقط فعال على مستوى النتائج ولكنه أيضا في متناول أولئك الذين يعيشون في فقر مدقع. وتصبح هذه المسارات أكثر قوة أيضا عند دمجها. فعلى سبيل المثال، يمكن لسلاسل القيمة الزراعية التي تصل إلى مجموعات الادخار من خلال التمويل الرقمي أن تصل إلى أبعد المناطق الريفية وأن تكون أكثر فاعلية في مساعدة المشاركين على بناء الأصول بمرور الوقت. وأيضا برامج الحماية الاجتماعية الحكومية التي تقدم التحويلات النقدية رقميا وتوفر برامج التخرج من الفقر، والتي تشمل على التدريب، والتوجيه، والصحة والتغذية، من شأنها توفير طرق للأسر التي يتم إعانتها للانتقال من المساعدات الحكومية إلى سبل العيش المعتمدة على الذات. وفي مؤتمر القمة، سيتم تسليط الضوء على بعض من أفضل الأمثلة لهذه النهج المشتركة وتكريم المنظمات التي تساعد على دفع الآفاق من خلال برامجها وغيرها من استراتيجيات الشمول المالي ضمن التزامات الحملة العالمية.
يتم عقد قمة الإقراض الأصغر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لأول مرة منذ عام 2004. لماذا تم اختيار المنطقة وما الذي تسعى الحملة لتحقيقه من مؤتمر هذا العام؟
هناك ثلاث أسباب رئيسية بالنسبة لنا لعقد القمة في المنطقة هذا العام. أولا، التزمت العديد من الحكومات والبنوك المركزية في المنطقة بجعل الشمول المالي من أولوياتها، وتود الحملة أن تجمع الخبراء في المنطقة من أجل المساعدة في دفع عجلة العمل في هذا المجال. وضمن جدول أعمال القمة، نقدم ورشة عمل بالتعاون مع صندوق النقد العربي لحكام البنوك المركزية والمسؤولين الوزاريين على “تفعيل سياسات الشمول المالي”. ثانيا، الراعي المحلي المستضيف للقمة، صندوق خليفة لتطوير المشاريع، يضع الشمول المالي ضمن مبادراته الرئيسية، كما رأينا مؤخرا من خلال إنشاء صندوق للتمويل الأصغر في مصر بقيمة 200 مليون دولارا. كما ساهم دعم صندوق خليفة السخي في انعقاد القمة في مكان فخم وبتكلفة محدودة للمشاركين. وأخيرا، تعتبر المنطقة ملتقى للأفكار بين الشرق والغرب على مر العصور ونود أن نرى تطوير وصقل وتوسيع نطاق الأفكار المبتكرة في قمة هذا العام حيث يجتمع قادة الفكر والممارسين وصناع السياسات في مجالات التمويل الرقمي وأنظمة الهوية الوطنية، والحماية الاجتماعية، والتنظيم والرقابة، والادخار، والتأمين الأصغر من كل أنحاء العالم.
وفقا للمؤشر العالمي لتعميم الخدمات المالية لعام 2014، لدى 14٪ فقط من البالغين (فوق 15 سنة) في منطقة الشرق الأوسط * حساب في مؤسسة مالية رسمية. وترتفع هذه النسبة إلى 21٪ عند إدراج البيانات من البلدان النامية العربية الأخرى (باستثناء دول الخليج). لكنها تبقى أدنى مستوى للشمول المالي في العالم مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 62٪. من وجهة نظر أجفند، ما هو المطلوب من أجل تعزيز الشمول المالي في منطقة الشرق الأوسط؟
ما تحقق في مجال الشمول المالي ـ حتى الآن ـ تحول لا بأس به، فقد كنا قبل عقد من الآن نتحدث عن ضرورة إيجاد هذه الآلية، وفي الوقت الراهن ندعو إلى التوسع. إذا ذلك تطورا هائلا، ونعتقد أن المستقبل واعد. وأود أن أشير إلى أن اللجنة الفنية للمجلس الاستشاري لبنوك أجفندكانت مؤخرا في اجتماعات مكثفة على مدار يومين وكان محور الاجتماعات مناقشة استراتيجيات الشمول المالي في بنوك أجفند، والبيئة التشريعية التي تشجع التمويل الأصغر والشمول المالي في كل بلد أسسنا فيه بنكاً للفقراء. وقد تم عرض تجارب ممتازة جديرة بالأخذ منها وكل بنك يطور منها بما يحقق الأهداف. فلدينا تجربة محفزة في كل من اليمن والسودان. وقد أكد الاجتماع أهمية إدراج الإدخار للفقراء في عملية الشمول المالي.
في قناعتنا أن المناخ العام في المنطقة مهيأ لنجاح الشمول المالي وما نحتاجه فقط المزيد من التشريعات التي تشجع هذا التوجه، والمرونة من قبل البنوك المركزية.
تعتبر أجفند المؤسسة الرائدة في مجال التنمية على المستوى الإقليمي مع شبكة متنامية من بنوك التمويل الأصغر(إجمالي 9 بنوك و4 آخرين تحت التأسيس). ما هي المكونات الأساسية لنموذج بنوك أجفند وما هي الدروس المستفادة حتى الآن؟
أهم عنصر في نجاح مشروع أجفند للشمول المالي، وتسارع إيقاع تأسيس بنوك الفقراء، بحيث أن المعدل هو بنك للفقراء كل سنة، هو أننا طبقنا مبدأ أن ” الخط المستقيم أقصر الطرق للوصول للهدف”. ومنذ البدايات قامت مبادرة الأمير طلال على تأسيس بنوك متخصصة في إقراض الفقراء، وعلى الرغم من بعض العراقيل التي واجهتنا في البدايات، وبعض الاحباطات، إلا أن هدفنا كان واضحاً. ولذلك فربما بعض ممن كان يظنون أن مشروعنا غير واقعي، يستغرب النجاحات التي تحققت، وهذه من الدروس التي خرجنا بها.
ومن أهم مكونات نجاح تجربة أجفند الاختلافات الجوهرية في معايير بنوك أجفند واشتراطات البنوك التقليدية، خاصة في القوى البشرية التي تعمل في البنوك، فبنوكنا لا تشترط الخبرة، بل تستقبل الخامات التي تحمل “خميرة النجاح”، ليصبحوا خبراء في المجال، وهذا ما يجري في بنوكنا، خبرات كل بنك يستفاد منها في البنك الجديد وهكذا. وأمر آخر هو أن بنوك أجفند تبدع المنتجات التي تلبي احتياجات المجتمع، وتساعد المقترضين أصحاب المشاريع على التحول إلى صناع فرص عمل بدلاً من أن كانوا باحثين عن عمل
بصفتكم الراعي والشريك الرئيسي للدورة ال18 لحملة قمة الإقراض الأصغر، ما هي توقعات أجفند من مؤتمر هذا العام؟
توقعاتنا أن القمة ستحقق النجاح، وهذه ليست توقعات مجردة، بل مبنية على المعطيات التي نلمسها من خلال الشراكة في الإعداد للقمة، والإقبال على الحضور والمشاركة خاصة من الشخصيات البارزة وصناع القرار. وسيتضمن جدول أعمال مؤتمر القمة أهم المواضيع الراهنة حول الطرق الفعالة من أجل الوصول إلى الفئات الأكثر ضعفا وتهميشا وماهية الخدمات المالية وغير المالية واستراتيجيات الشمول المالي التي من شأنها تعزيز كل من نمو اقتصادي وتمكين اجتماعي شامل ومستدام من أجل تحسين مستوى المعيشة وتوفير حياة كريمة لتلك الفئات. كما تستضيف القمة احتفالية جائزة أجفند الدولية لمشاريع التنمية البشرية الريادية لتكريم البرامج الإبداعية للحد من البطالة في أوساط الشباب خلال عام 2015 وسيتم الإعلان عن موضوع وفئات جائزة عام 2016 خلال الاحتفالية. كما يتم تنظيم سلسلة من التدريبات ولأول مرة منتدى للأبحاث وذلك في اليوم الثالث والأخير من القمة. ومن المتوقع مشاركة 700 شخص في مؤتمر هذا العام ونتمنى أن يكون المؤتمر بمثابة الإنطلاقة للتوسع في الشمول المالي في المنطقة العربية.
تاريخ النشر: 03/2016