الأخبار

news

الأمير طلال : نأخذ من مصطلح ” تمكين المرأة ” ما لا يتعارض مع صحيح الدين والتقاليد الأصيلة

“بنوك أجفند تحقق خدمات الشمول المالي للفقراء وتدمج المرأة في الحراك الاقتصادي والاجتماعي”

 ” الربيع العربي ” لم يكن حصاده بحجم آمال الشعوب  وانعكس سلبياً على المرأة .. والذين “ركبوا  الموجة” لديهم تصورات تُصادم روح الدين

 أكد  الأمير طلال بن عبد العزيز ، رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية ( أجفند) أن  ”  تمكين المرأة  وإزالة  ما يعوق حصولها  على حقوقها الطبيعية المشروعة في الدين، لا يتعارض مع الفهم السوي للحياة،  كما يذهب بعضهم لتفسير مفهوم ” التمكين ” ، ونحن نأخذ  من هذا المصطلح ” ما لا يتعارض مع صحيح الدين والتقاليد الأصيلة. جاء ذلك في كلمة  سموه لاجتماع مجلس أمناء مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث  ( كوتر)، الذي عقد  في مقر الجامعة العربية المفتوحة  بالرياض ، الثلاثاء 9 فبراير    2016  .

وقال الأمير طلال  إن  ” الربيع العربي ” الذي وضعت عليه الشعوب آمالاً عريضة ، لم يكن حصاده بحجم تلك الآمال ، وانعكست سلبياً على المرأة العربية..  وأوضح  أن   الذين ركبوا ” موجة الربيع ” لديهم تصورات تُصادم روح الدين، وكذلك الفِرق التي لا تجيد غير القتل ، وتصوير الإسلام على أنه دين  العنف والجمود وعدم قبول الآخر .

وترأست اجتماع مجلس ( كوتر )  نبابة عن الأمير طلال ، وزيرة شؤون المرأة والأسرة التونسية ، سميرة مرعي فريعة، وحضر الاجتماع سفير تونس  في الرياض لطفي بن قايد، وممثلون  لجامعة الدول العربية  ، الحكومة التونسية، الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة ، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، البنك الإسلامي للتنمية ،  صندوق الأمم المتحدة للسكان، هيئة الأمم المتحدة للمرأة. وحضر الاجتماع مراقبون من  والوكالة  الألمانية للتعاون الفني.  وناقش الاجتماع انجازات ( كوتر ) خلال العام 2015 ، و خطة عمل  المركز للعام 2016 .

 وفي كلمته التي ألقاها نيابة عن سموه ، ناصر  بكر القحطاني ، المدير التنفيذي لأجفند،   رحب الأمير طلال بأعضاء مجلس أمناء كوتر  في المقر  الجديد للجامعة العربية المفتوحة ( الذي تم تدشينه مؤخراً)  ، وقال إن من الفأل الحسن أن يكون هذا الاجتماع  عن المرأة العربية أول  لقاء يعقد في هذا المقر ، فالجامعة العربية المفتوحة فضاء تعليمي رحب تتيح فرصاً كبيرة للمرأة العربية ، فالتعليم الجيد هو النافذة الأهم للخروج من التخلف وإدراك الحقوق على الوجه الصحيح .

وأكد رئيس أجفند أن  “المرأة العربية لا تقل قدرات، ولا إبداع عن مثيلتها في المجتمعات الغربية ، فقط تحتاج أن تعطى الفرصة، ويفسح لها المجال، وتمكن من حقوقها التي أقرها الدين ، بدلاً من أن نكبلها بالعادات والتقاليد غير الأصيلة” . واستطرد مضيفاً : وليس  المرأة والرجل في حالة اشتباك لتستقوى المرأة على النصف الآخر من المجتمع، بل هي المفاهيم الخاطئة التي تجعل النساء في غير المكانة التي يجب أن يتخذنها في المجتمع، وما يسعى إليه مناصرو المرأة هو تصحيح  المفاهيم المغلوطة ، ووضع الحياة في المسار الذي يحقق الاتزان، لا أن يبقى نصفها مشلولاً.

كما أكد مضي  أجفند ، مع شركائه التنمويين، في دعم ” كوتر ”  ليستمر في استجابته الواعية للضرورة المتنامية لإثبات قدرة المرأة العربية على بناء مستقبلها والإسهام الإيجابي في تطوير أمتها، من خلال تعزيز مشاركتها في التنمية، ودعم وجودها في مراكز صنع  القرار. وفي البعد الاقتصادي فإن بنوك الفقراء التي يؤسسها أجفند، وعددها الآن تسعة بنوك،  تتوجه للمرأة للأخذ بيدها من دائرة الفقر ، ولدمجها في الحراك الاقتصادي والاجتماعي، من خلال تحقيق خدمات الشمول المالي للفقراء.

من جانبها أعربت  الوزيرة التونسية عن شكرها  للمملكة لتسيرها عقد اجتماع ( كوتر ) في الرياض ، ونوهت بدعم الأمير طلال لقضايا المرأة  والطفولة العربية ونظرته  الاستشرافية  بأهمية الاستثمار في الطفولة، مشيرة إلى استراتيجة الطفولة المبكرة التي يتبناها أجفند وانضمت إليها تونس. وقال الدكتور محمد الزكري ، مدير الجامعة العربية المفتوحة في السعودية ، إن استضافة الجامعة لاجتماعات مركز المرأة نابع من أن الجامعة ذراع من أذرع أجفند وعطاءات الأمير طلال التنموية ، وأكد استعداد الجامعة للتعاون مع ( كوتر)  في المشاريع التي تحقق الهدف المشترك.

وأشارت  الدكتورة سكينة بوراوي، المديرة التنفيذية لمركز المرأة العربية إلى أن الأوضاع التي  تعيشها المنطقة تتطلب مضاعفة جهود المركز ، خاصة مع تزايد ظاهرة اللجوء والنزوح  وتأثيرها على الفئات الهشة. ولفتت إلى  أن المركز بدأ نشاطاً واسعاً في  مجال التمكين الاقتصادي للمرأة ، وأن بنوك  الفقراء التي يؤسسها أجفند ، بما توفرها من خدمات الشمول المالي ستدعم هذا التوجه ، ويستفيد المركز من نماذجها، وأعربت عن أملها في أن يرى بنك الفقراء النور في تونس قريباً.

واطلع المدير التنفيذي لأجفند الاجتماع على نماذج من خدمات الشمول المالي  لصالح المرأة في بنوك الفقراء التي أسسها أجفند، وأشار في هذا السياق إلى أن بنك ( الأمل )  للتمويل الأصغر الذي أسسه أجفند في اليمن  سجل نجاحات عديدة، وهو البنك الوحيد في اليمن الذي يساعد الأمم المتحدة هناك، لتمرسه على العمل في ظل الأزمات، وخدمة مستفيديه.

وأعربت  السفيرة إيناس مكاوى مديرة برامج المرأة بجامعة الدول العربية عن تقدير الجامعة لجهود الأمير طلال الداعمة دعماً حقيقياً للمرأة ، وقضايا التنوير في العالم العربي، ونوهت بمبادرات سموه في التنمية البشرية ، خاصة في الظروف الصعبة التي  تعيشها المنطقة العربية. وإشارت إلى أن هناك نقاط التقاء عديدة بين ( كوتر ) وإدارة برامج المرأة في الجامعة. ولفتت إلى أن  أبواب التعاون مشرعة في التعاون في مجال الإدماج المالي  والاستفادة من نماذج  بنوك الإبداع للتمويل  الأصغر. وأكدت أن قروض بنوك أجفند التي تسهم في حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية هي في صلب توجهات الجامعة.

إلى ذلك تقوم أهداف (كوتر) على مبدأ “المعرفة أساس التنمية”، وتتمثل في الإسهام في تطوير منظور جديد للمرأة العربية، والعمل على رفع مستوى الوعي لدى واضعي السياسات والمخططين بواقع المرأة العربية وإسهاماتها الحقيقية والممكنة في التنمية.

 ويهدف المركز ( ومقره تونس ) إلى الإسهام في تعزيز قدرة الحكومات والمنظمات غير الحكومية على تحليل المتغيرات في أدوار الجنسين ومتابعتها ورسم السياسات المناسبة وإعداد البرامج والمشاريع التي تعتمد مقاربة النوع الاجتماعي. كما يضطلع بتنسيق الجهود مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية، الوطنية والإقليمية و/أو الدولية التي تعمل في مجال المرأة والتنمية لتحقيق الأهداف المشتركة. ويعمل المركز على تشجيع التدريب وتنمية القدرات والمهارات،  وإنجاز البحوث الإنمائية التي تفتح آفاقا جديدة لمواجهة قضايا المرأة وحل مشكلاتها.

تاريخ النشر:  2016 10 Feb
القسم:   مؤسسات أجفند الشقيقة