الأخبار
الأمير طلال : بيئات الكراهية لاتنتج إبداعاً ولا أمناً
جائزة أجفند ملأت شاغراً في ميدان التنمية و تؤدي دورها بنجاح باعث على التفاؤل قمة الإقراض متناهي الصغر تمتدح دعم أجفند للتنمية حول العالم بدون تمييز القحطاني : الفروع الأربعة للجائزة تستوعب مصادر التنمية وتخدم مستهدفي أجفند
أكد الأمير طلال بن عبد العزيز ، رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية ( أجفند) السعي المستمر للتنمية من خلال حفز الإبداع ، وقال إن أجفند لن ” نركن إلى ما توصلنا إليه.. فهدفنا هو التطوير المستمر والبحث والكشف عن مشروعات إبداعية تفتح آفاقاً جديدة” .
واحتفل ( أجفند) في أبوظبي ب بتسليم جائزته الدولية لمسؤولي المشاريع الفائزة في مجال ” مكافحة البطالة في أوساط الشباب”، بالتزامن مع اختتام قمة الإقراض متناهي الصغر التي تواصلت على مدى ثلاثة أيام وأصدرت ” إعلان أبوظبي ” الذي ” أشاد بأدوار أجفند في التنمية ، والمشاريع المميزة التي ينفذها حول العالم بدون تمييز” ، و أكد العمل مع الحكومات والجهات التشريعية لإعداد سياسات اندماج مالية لتحقيق أهداف القمة بتعزيز الشمول المالي ، وتطوير خيارات مالية مبتكرة لأصحاب المشاريع .
ولاقت تجربة أجفند في تأسيس بنوك التمويل الأصغر استحسان المشاركين في القمة ، وأثنوا على الفيلم الذي قدم نماذج النجاح في بنوك أجفند التسعة ،( الأردن، اليمن ، البحرين ، سورية ، لبنان ، سيراليون ، السودان ، فلسطين ، موريتانيا) . ووصف الأمير طلال تزامن القمة واحتفاليات أجفند التي تضمن ( الجائزة واجتماعات المجلس الاستشاري لبنوك الفقراء) بأنه انطلاقة عالمية جديدة في التعامل مع قضايا التنمية.
مهددات التنمية
وقال الأمير طلال : إذا صدقت النيات وقويت العزائم فإن المهتمين بمصلحة الإنسان أينما كان الإنسان سيحرصون على الانجازات التي تحققت لمصلحته طيلة عقود وتكاد ، في الوقت الراهن ، تذهب سدىً، خاصة في منطقتنا، وسط الأنواء العاصفة، ومخاطر التقسيم والتقزيم التي تطل برأسها وتشكل تهديداً حقيقياً للاستقرار ولأي تنمية بشرية.. ففي البيئات التي تنتج الكراهية والشقاق النزاع ، ويدعي فيها شذاذ الآفاق امتلاك الحقيقة الكاملة، لا يستطيع المبدعون أن يبدعوا.. ولا الباحثون أن يتوصلوا لنتائج لبحوث تخدم البشرية.. ولا الإنسان العادي يأمن على نفسه ، لأنه لا يدري من أن يأتيه الخطر .
المشاريع المكرمة
في الفرع الأول : مشروع “تمكين النساء لتوفير إسكان مستدام صديق للبيئة” ، وقد نفذته منظمةهابيتات فور هيومانتي في. مملكة بيبال وفي الفرع الثاني : مشروع ” الحفاظ على التراث – تطوير الانتاج والتسويق ، وقد نفذته جمعية سنبلة في .فلسطين وفي الفرع الثالث : مشروع ” خطوة للمشروعات المنزلية ” ، وقد نفذته وزارة التنمية الاجتماعية في مملكة البحرين وفي الفرع الرابع المخصص للمشروعات المنفذة بمبادرات تم تكريم مشروع “مبادرات وبرامج تسويق منتجات الحرفيات والاسر المنتجة” المنفذ في المملكة العربية السعودية بمبادرة وجهد من الأميرة نورة بنت محمد آل سعود واعرب الفائزون عن شكرهم وتقديرهم لسمو الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية ” أجفند ” , وللجنة الجائزة , على دعمهم ومؤازرتهم لهم مما يسهم في مواصلة طريقهم لخدمة المحتاجين والأسر المنتجة .
إضافة نوعية
وخلال حفل تسليم جائزة أجفند الدولية لمشروعات التنمية البشرية الريادة ، مساء الاربعاء قال الأمير طلال إن الجائزة التي تدخل عامها السابع عشر اثبتت جدواها وملأت شاغراً في ميدان التنمية، وها هي تؤدي دورها بنجاح باعث على الرضا والتفاؤل ، وأن المشروعات التي فازت جميعها مشروعات رائدة تهدف إلى معالجة القضايا التي تشكل محاور أساسية في التنمية البشرية لمجتمعاتها .
وأعرب الأمير طلال في كلمته التي ألقاها الأمير عبد العزيز بن طلال ، عن سعادته بـ “الإضافة النوعية للجائزة في التنمية العالمية مسترشدة بالتوجه الاستراتيجي لأجفند القائم على عدم التمييز بين الشعوب والمجتمعات ، وعلى الابتكار و التكامل والشراكات التنموية والعلاقات المتبادلة. وبعون الله وتوفيقه لن نركن إلى ما توصلنا إليه.. فهدفنا هو التطوير المستمر والبحث والكشف عن مشروعات إبداعية تفتح آفاقاً جديدة”.
الغرس الطيب
وشكر الأمير طلال دول الخليج العربية ” التي تؤازر أجفند منذ تأسيسه قبل خمسة وثلاثين ، فالنجاحات التي يحققها اجفند هي من الغرس الطيب لهذه الدول التي دوماً تنشد الخير للإنسان”. وفي حفل التسليم تحدث كل من الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان ،وزير الثقافة وتنمية المعرفة، و الملكة صوفيا ، و البرفيسور محمد يونس، ولاري ريد ، مدير حملة الإقراض، مشيدين بالاحتفالية والأبعاد التنموية لتكريم المبدعين. ولفتوا إلى مغزى تزامن حفل التكريم مع أعمال قمة الإقراض، ودلالاته .
تشغيل الشباب
و أعلن (أجفند ) المشاريع الفائزة بجائزته العالمية لمشاريع التنمية البشرية الريادية للعام 2015 في مجال (الحد من البطالة في أوساط الشباب) ، وذلك بعد أن أقرتها لجنة الجائزة خلال الاجتماع الذي عقدته في مدينة ابوظبي ( عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة) برئاسة الدكتور أحمد محمد علي .، عضو لجنة الجائزة، نيابة عن الأمير طلال بن عبد العزيز، يوم الاثنين 14 مارس 2016. و أقرت اللجنة “ التمكين والاندماج الاجتماعي للاجئين والنازحين داخليا” موضوعا لجائزة (أجفند) في العام 2015. وأعتمدت اللجنة فوز اربعة مشاريع مشاريع بالجائزة من بين (64) مشروعاً تم ترشيحها للجائزة في فروعها الأربعة، استفادت منها 34 دولة. وقد فاز مشروع ” البرمجة للمستقبل ” بجائزة الفرع الأول (200 ألف دولار)، المخصصة لمشروعات المنظمات الدولية والإقليمية. وقد نفذته منظمة .” التعليم للتوظيف”، والمشروع منفذ في كل من المغرب وجنوب أفريقيا وأسبانيا والبرازيل والأرجنتين. وفاز مشروع ” التعليم والتدريب الفني والمهني ” بجائزة الفرع الثاني ( 150 ألف دولار)، المخصصة لمشاريع الجمعيات الأهليـة وقد نفذته جمعية ” إحسانية دكا” في .بنجلاديش . وفاز بجائزة الفرع الثالث ( 100 ألف دولار)، المخصصة لمشاريع الوزارات الحكومية والمؤسسات العامة مشروع ” التدريب للتوظيف للتنمية البشرية ” ، وقد نفذته وحدة التدريب والتوظيف في بلدية مدينة مادين في كولمبيا. وفي الفرع الرابع المخصص للمشروعات المنفذة بمبادرات من أفراد ( 50 ألف دولار)، فقد فاز مشروع “. مركز إبداع المرأة السعودية ” المنفذ في المملكة العربية السعودية، . بمبادرة وجهد من من الأستاذة عائشة الشبيلي.
هدف التميز
وقد أعلن الفائزون بجائزة أجفند تم خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده البروفيسور محمد يونس ، عضو لجنة الجائزة، والمدير التنفيذي لأجفند ناصر بكر القحطاني. وقد أكد الروفيسور يونس نجاح سياسات الجائزة من خلال التركيز على المستفيذي هدفاً أعلى ترمي إليه الجائزة، وما يهم لجنة الجائزة والمحكمين هو تميز المشروع الفائزة من عدة وجوه أهمها حجم المستفيدين. كما أكد أهمية اختيار ” النازحين ” موضوعاً للجائزة عام 2016 مشيراً إلى أن اختيار هذا الموضوع يأتي مع تزايد أزمة اللاجئين دولياً، ومشكلة النزوح داخلياً التي تخلق مشكلات عديدة ، وضغوطا تحدثها هذه الظاهرة , وقال : هناك أكثر من ستة ملايين لاجىء حول العالم، وجائزة أجفند بتحديد هذا الموضوع تريد أن تضع الظاهرة في بؤرة الاهتمام من زاوية الاتداعيات الاجتماعية والاقتصادية التي تحدثها، والبحث عن المشاريع التي تخدم هذه القضية المتشعبة وتمس المرأة والطفل والشباب وكبار السن. ولدى سؤاله عن مقارنة جائزة أجفند بنوبل ، اعرب يونس عن أمله في أن تصل جائزة أجفند هذا المستوى ، وأشار إلى أن الجهود المبذولة وسمعة جائزة أجفند الدولية يمكن أن يجعلانها في مصاف الجوائز المرموقة عالمياً، لأن سياسة الجائزة هي الوصول إلى أفضل المشاريع التي تخدم قطاعات عريضة.
مصداقية الجائزة
من جانبه قال ناصر القحطاني إن الفروع الأربعة للجائزة تستوعب الجهات التي تتبنى التنمية وتخدم مستهدفي أجفند، فالجائزة بفروعها تغطي مجالات المنظمات الدولية والإقليمية ، والجمعيات الأهلية والمجتمع المدني ، والجهات الحكومية ، والأفراد، وهذه المحاور هي سبل الوصول إلى الفقراء ، وإلى قطاعات المجتمع الأخرى، ومؤكداً أهمية الفرع المخصص للأفراد قال القحطاني إن كثيراً من مشاريع الأفراد التي ترد للجائزة هي من شباب تلقوا تجارب في أوروبا وعادوا ليخدموا مجتمعاتهم. وأكد أن أن تقييم الجائزة مستمر من خلال زيارة المشاريع الفائزة ميدانياً، وما يؤكد تميزها أن الفائز بعض الفائزين بجائزة أجفند يتأهلون لجوائز أخرى ، وبعض ممن يفوزون بجائزة أجفند يكون قد حصلوا عل جوائز عالمية وإقلليمية، وذلك ما يعزز مصداقية الجائزة.
ولدى سؤاله عن توجه أجفند للتوسع في بنوك التمويل الأصغر ، قال القحطاني إن أجفند لديه الآن 9 بنوك ، والشمول المالي خدمات ومنتجات والتحدي الرئيس لتحقيق ذلك هو الشريعات ، فبعض بنوكنا ، مثلاً بنك الإبداع في السودان حقق الشمول المالي بمستويات جيدة لأن التشريعات في السودان تسمح بذلك ، ومن خلال هذه التسهيلات قدكنا منتجات مهمة مثل الحضانات ، ومنتج الأغنام، وغيره من المنتجات التي تلبي احتياجات المستهدفين.
الشيخ زايد
وكان الأمير عبد العزيز بن طلال شارك في افتتاح أعمال قمة الإقراض متناهي الصغر ، ممثلاً لرئيس أجفند ، وأشاد في كلمته بالدور الإيجابي لدولة الإمارات العربية في تأسيس أجفند في ثمانينيات القرن العشرين . وقال إن ” التسهيلات الواسعة التي قدمتها الإمارات لانعقاد هذا المحفل التنموي العالمي، تأكيداً لنهجها في العمل لخير الإنسان. فهكذا هذه الدولة المثابرة. فقد كانت بقيادة طيب الذكر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، في طليعة دول الخليج العربية التي باركت قيام أجفند وساندت نشاطاته التنموية. وتظل الإمارات على عهدها في دعم كل جهد انساني وتنموي”.
شراكة تنموية
وتشارك اجفند مع حملة الإقراض متناهي الصغر ، وصندوق خليفة الإماراتي لتطوير المشاريع في تنظيم قمة الإقراض الثامنة عشة بقاعة فندق جميرا الاتحاد تحت عنوان ” آفاق الإبداع في الشمول المالي” ، برعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد ، نائب رئيس المجلس التنفيذي للإمارة أبوظبي ، وشارك في جلستها الافتتاحية 800 مشارك ، بحضور سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان صاحب السمو ولي عهد أبوظبي، و الأمير عبد العزيز بن طلال ، والملكة صوفيا ، والبروفيسور محمد يونس ، ونخبة من التنمويين . وافتتح القمة وزير الاقتصاد في دولة الإمارات العربية المتحدة ، المهندس سلطان بن سعيد المنصوري.
التغيير بالإبداع
وقال الأمير طلال في كلمته: إن التغيير في الاتجاه الصحيح ممكن بالقليل، وبالخروج من أسر الممارسات التقليدية، مشيراً إلى أن تركيز الشمول المالي ضرورة اجتماعية واقتصادية، داعيا الحكومات لتوسيع دمج الفقراء في النظام المالي. ونوه بالشراكة التنموية القائمة بين أجفند وحملة الإقراض ، وقال إن الشراكة بين المنظمتين تشهد تطوراً جديداً من خلال تزامن احتفالية جائزة أجفند مع القمة تعبيراً عن التضامن والتوحد لصالح الفقراء المبدعين.
وتحدث في الجلسة الافتتاحية الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الحميدي ، المدير العام رئيس مجلس إدارة صندوق النقد مشيراً إلى أن القمة تعقد في وقت مناسب مع إلحاح الحاجة لزيادة الشمول المالي ، مؤكداً دور هذا التطبيق في التنمية وتنمية المشاريع متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة. وقال فقط 21 % من سكان العالم العربي يمكنهم الوصول للنظام المالي مقارنة بـ 94 % في منظمة التعاون الاقتصادي ةالتنمية ، و74% في الخليج.
اختزال الوقت وضمن أجندة القمة عقد اجتماع لمحافظي البنوك المركزية في المنطقة العربية ، حيث بادر أجفند بالدعوة لهذا الاجتماع لبحث تعزيز الشمول المالي، وتشجيع التمويل متناهي الصغر. وكذلك عقد اجتماع المجلس الاستشاري لبنوك أجفند. وعقد غي إطار القمة عدد من ورش العمل وحلقات التدريب التي تصب في تحقيق شعار القمة ” آفاق الإبداع في الشمول المالي”. إلى ذلك نوه المدير التنفيذي لأجفند، ناصر بكر القحطاني ، بالنقاشات الجادة التي تخللت جلسات القمة وورش عملها، والتوصيات التي ضمنتها القمة ” إعلان ألوظبي “. واشار إلى أن التوصيات لتتحقق لا بد من المتابعة، لأن المستهدفين بطروحات القمة في حاجة إلى أن يختزلوا الوقت .